روجی کورد: احدة من أخطر نساء تنظيم “داعش” الإرهابي بالموصل، تمسكت بفكرها المتطرف وظلت تمجد بالتنظيم أثناء التحقيق معها، ساهمت في الاستيلاء على الموصل “كبرى مدن العراق سكاناً” بمنتصف 2014، تركت زوجها وهربت إلى الموصل مع بناتها وابنها عند بدء عمليات تحرير القيارة في أغسطس 2016..
“أحلام محسن علي”.. اعتقلت مع أخيها وهو عنصر بارز بتنظيم “داعش”، وفقا لمعلومات استخبارية، في عملية نوعية للقوات العراقية على الجسر الرابط بين الساحلين الأيمن والأيسر للموصل، أثناء عمليات تحرير المدينة واستعادتها بالكامل وإعلانها منتصرة في 10 يوليو الجاري،تحديدا قرب فندق أوبروي الشهير.
اعترفت الداعشية الإرهابية “أحلام” بمعلومات عن عملها كعنصر للخلايا النائمة واستخبارية وطباخة وزعيمة للنساء، بتنظيم “داعش” الإرهابي، ولجماعات الإرهاب منذ سنوات طويلة بعد سقوط النظام السابق عند الاجتياح الأمريكي للبلاد عام 2003، أثناء التحقيق معها حسب تصريحات مصدر أمني لوكالة “سبوتينك”.
أعلنت “أحلام” بيعتها إلى التنظيم في العلن، بالعاشر من يونيو 2014، التاريخ المشئوم لبدء دمار الموصل وسفك دماء أهلها على يد “داعش”.
وأكد أن “الداعشية” تمسكت بفكرها المتطرف وتمجيد التنظيم رغم المجازر والهلاك الذي تسبب به لأهالي الموصل والقيارة وباقي المدن التي استولى عليها في شمال وغرب العراق، والجارة سوريا، حتى أنها توعدت القوات بالانتقام وكأنها لن تنال جزاءها القضائي على من ساهمت بإعدامهم ودفنهم بمقابر جماعية في قريتها، حينما وصلوا إلى منزل أسرتها بسبب عملية إرهابية نفذها أحد أشقائها في الموصل بـ2006.
قالت المذكورة خلال التحقيق، إنها ساعدت “داعش” قبل سقوط الموصل في إيصال وجمع المعلومات له عن المنتسبين في الشرطة والضباط في قرية الحود، ومنحته أسماءهم، وعناوين منازلهم لاعتقالهم وتعذيبهم وإعدامهم باعتبارهم يشكلون خطرًا على التنظيم إما بالانتفاض عليه أو التآمر ضده.
كان زوجها منتسب في سلك الشرطة سابقاً قبل احتلال التنظيم للمدينة، ولأنه لم يبايع معها “داعش”، تركته وهربت إلى الموصل مع بناتها وابنها عند بدء عمليات تحرير القيارة في أغسطس2016، فلم يسلم زوجها من حقدها على الأجهزة الأمنية.
كانت تتلقى دورات في أصول الدين في قرية الزاوية، وكان أهلها يجهلون انتماءها لهذا التنظيم المجرم، وفي الوقت نفسه في المدة التي سبقت احتلال “داعش” للموصل، كانت تتحدث عن التنظيم في العلن.
حصلت على ترقية بمنحها عضوية ما يسمى بـ”ديوان الحسبة”، وديوان الأمن والمعلومات، بعد عملها في إعداد الطعام لعناصره وقادته بمنزلها، ومن خلاله قاما بالشكوى على الكثير من أهالي قرية الحود، ومنهم عائلة شخص معروف يدعى غالب أحمد وأولاده حتى وصل الحال بهم إلى ترك منزلهم والهرب بأعجوبة إلى كركوك، شمال بغداد.
أفصحت عن أماكن مقابر جماعية ارتكبها تنظيم “داعش” بحق منتسبي الأمن، والمدنيين من جنوب الموصل، الذين اشتكت عليهم واتهمتهم بالتآمر على التنظيم، ولم تكشف عن عددهم لأنها لم تتذكر بسبب كثرتهم، لكنها ذكرت شخصيتين بارزتين تم قتلهما هما “أبو صفوك مختار قرية الحود”، والعقيد منعم عبد الله جاسم الجبوري، مدير الشرطة والدوريات والنجدة في محافظة نينوى سابقا، على يد أخيها “محمد” في شهر أغسطس2012.
حددت إحداثيات مواقع لطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب ليقصفها التنظيم، وهربت إلى الموصل مع باقي أخوتها وبناتها الصغار وتركت زوجها، حينما ثار أهالى قريتي “الحود واللزاكة” على التنظيم وقتلوا شقيقها “محمد”.
ولأن “كما تدين تدان” قتل ابنها وحيدها “حسن” الذي جندته معها بالتنظيم، بضربة لطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب في حي الشهداء أولى أحياء الساحل الأيمن للمدينة، وأطلقت التهديدات متوعدة أهالي جنوب الموصل بالعقاب على قتل أخيها على يد المنتفضين الذي كان لهم الفضل في تحرير قريتهم بالكامل دون مشاركة للقوات العراقية.
وشكلت لجنة من المنتسبين والضباط، شكلوا خصيصاً لمراقبة تحركات أحلام وأشقائها، إلى أن تم إلقاء القبض عليها، أثناء محاولتها التسلل للهرب بين النازجين من المدينة القديمة للموصل، مع أخيها الداعشي “سامي” الذي نصبه التنظيم مختاراً لقرية الحود بدل المختار فواز عبد العزيز وكاع الجبوري الذي قتله “الدواعش”.