Home التقارير وتحليل رسائل الأذريين الأتراك لدول الخليج العربي

رسائل الأذريين الأتراك لدول الخليج العربي

0
1582
عايد الشمري
عايد الشمري

يستغل الشباب الاذريون الأتراك في إيران كل فرصة لتوجيه رسائل لإخوانهم في دول الخليج العربي وذلك برفع شعارات ضد الإيرانيين الفرس، فللمرة الثانية هتف مشجعو نادي “تراكتور سازي تبريز” الذي يمثل محافظة تبريز ذات العرقية الاذرية التركية “الخليج عربي”.

ترديد هذه الشعارات أغضبت المسؤولين في نظام طهران، واعتبروا أن هذه الشعارات تدعو للانفصال وتحيي نفس القومية وتقارب مع دول الخليج العربي، قد لا يعلم الكثير أن إيران تحتل ثلثي أذربيجان التاريخية، وأن الاذريين أكثر عددا من الفرس حيث يبلغ تعدادهم ما بين 30 و 40 مليونا في ظل تعتيم نظام طهران على الاحصائيات السكانية، في حين أن العاصمة الإيرانية تعتبر ثاني أكبر مدينة تتحدث اللغة التركية بعد إسطنبول.

الأذريون الأتراك مثلهم مثل الشعوب الأخرى المحتلة يعانون من العنصرية المنظمة التي يغذيها النظام الفارسي الذي يحتقر كل ما هو غير فارسي، فقد تعرض الأتراك لعدة اهانات رسمية شهدت احتجاجات وصدامات مع الشرطة ففي عام 2006 نشر رسم ساخر في صحيفة “إيران” الحكومية اعتبر الأتراك الآذريين “صراصير”!

وكذلك في 2015 تمت اهانة الأتراك في برنامج على القناة الرسمية شهدت احتجاجات اضطرت رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني محمد سرفراز لإصدار بيان اعتذار للأذريين، وإيقاف عرض البرنامج، وإقالة بعض المسؤولين.

العنصرية الحكومية الفارسية والفشل الذريع في إدارة الدولة الخمينية جعلت هذه الشعوب غير الفارسية تحقد على النظام الفارسي مع رغبة متواصلة في الانفصال، ففي الأحواز المحتلة عندما ينظر المواطن العربي الأحوازي لأشقائه في دول الخليج العربي سواء في السعودية أو الكويت أو الامارات، ويقارن بينهم وبين حياته ومعيشته الضنكة تحت الاحتلال الايراني فمن الطبيعي أن يرغب بالانفصال وكذلك عندما ينظر الكردي في ايران لحاله بالمقارنة مع الحالة المعيشية للكردي في اقليم كردستان وكذلك المواطن الأذري التركي عندما يقارن بين حياته وحياة أشقائه في تركيا أو اذربيجان.

الأتراك يمثلون أكبر قومية غير فارسية في إيران، ويجب على دول الخليج العربي دعمهم والتواصل معهم إعلامياً وثقافياً، وبعد كل هذه الاشارات الايجابية ومن خلال تعامل شخصي مع هذه العرقية أجد لديهم انطباعا جيدا عن العرب ولا يوجد لدى الكثير منهم عنصرية خصوصا الشباب الذين عانوا الأمرين من نظام طهران.

التغيير في إيران وإسقاط نظام الملالي لن يتم إلا عبر العنصر التركي الذي يعتبر العدد الأكبر من الناحية السكانية، فهم من يسيطر على البازار الإيراني ويهيمن على الاقتصاد، فمساعدتهم في انشاء قناة خاصة تتحدث بلغتهم التركية خصوصاً بوجود عدد كبير من السياسيين والإعلاميين من العرقية التركية الهاربين من سجون طهران في أوروبا من ذوي التوجه الانفصالي أو الفيدرالي، وسيكون للقناة الدور الأكبر في مجابهة إعلام نظام طهران، بل إن دعم الشعب الاذري التركي في إيران سيجد استحساناً من تركيا ومن اذربيجان.

مصدر: الریاض