صعوبات وتحديات كبيرة تنتظر حسن روحاني في الفترة الثانية

0
1077

اكد مسؤولون ومحللون أن التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة والخلافات السياسية الداخلية في المشهد السياسي الإيراني تهدد خطط الرئيس، حسن روحاني، لتوسيع نطاق الحريات الاجتماعية وزيادة فرص العمل واجتذاب الاستثمارات الأجنبية.

وستتمحور استراتيجية المحافظين على الأرجح حول تأجيج توترات قائمة بالفعل مع واشنطن وحلفائها من دول الخليج، مما سيشكل خطورة سياسية جديدة في بلد بات ينظر إليه منذ توقيعه الاتفاق النووي مع قوى عالمية في 2015 على أنه أكثر أمنا للاستثمار.

وقال، بهنام بن طالب لو، محلل الشأن الإيراني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن “سيواصل روحاني محاولات إغراء الشركات الأجنبية على العودة لإيران دون أن يقدم لها التغيير المطلوب من أجل تعزيز ثقتها”.

وقال، كريم ساجد بور، الزميل في معهد كارنيجي إن وجود ترمب المناهض لإيران في البيت الأبيض يقلل الضغوط على محافظي ايران لتبرير عدائهم للولايات المتحدة، وأضاف ان “استراتيجية إيران الإقليمية ثابتة منذ أربعة عقود بغض النظر عمن هو رئيس البلاد، فهي لم تغير معارضتها للولايات المتحدة وإسرائيل بينما زادت من معارضتها للسعودية”.

وأعاد رفع العقوبات الدولية عن إيران في 2016 صلتها جزئيا بالنظام المالي العالمي، لكن استمرار العقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والإرهاب اخاف الكثير من المستثمرين المحتملين.

وبعد حملة انتخابية تضمنت هجمات صريحة على المحافظين في الأمن والقضاء ودعوات لانفتاح أسرع على العالم تغلب روحاني على المرشح الذي كان يعتقد أنه المفضل لدى خامنئي مما أزعج الحرس الثوري.

ويقول أندرين سكيلاند محلل مخاطر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز بي.إم.آي للأبحاث إن تصريحات روحاني عمقت “الانقسامات بينه وبين النخبة المحافظة”.

وقال مير جواد انفار خبير الشؤون الإيرانية إيراني المولد لدى مركز هرتزيليا في إسرائيل “عدم الاستقرار السياسي في الداخل سيترك أثره على المستثمرين الأجانب… سيردع المستثمرين عن العودة لإيران”.

وفي سنوات العقوبات الأميركية والأوروبية، تولى الحرس الثوري مشروعات بمليارات الدولارات بعد أن تركتها شركات نفط غربية.

ويمكن استشعار نفوذ الحرس الثوري في كل مجالات الاقتصاد الإيراني بدءا بعمليات الشحن في الموانئ وانتهاء بالنفط، وتشير تقديرات إلى أن الحرس الثوري له وجود في 80 بالمئة من الأعمال في البلاد.

وقال جواد انفار “إعادة انتخاب روحاني ستضع الحرس الثوري على طريق تصادمي بدرجة أكبر معه… أراد من انتخبوه الاعتدال فيما يريد الحرس الثوري توسيع نفوذه للخارج وأن يصبح أكثر مواجهة مع الغرب”.

وقد كان خامنئي حاذقا حين سعى لمنع أي جماعة، حتى بين الحلفاء المحافظين، من أن تصبح قوية بدرجة تتيح تحدي سلطته. ومع عدم رضائه عن تزايد شعبية روحاني، فإنه لن يدعمه في معركته الاقتصادية مع الحرس الثوري.

وقال وزير إصلاحي سابق إنها حلقة مفرغة كلما زادت مشاركة الحرس اقتصاديا تراجعت مشاركة المستثمرين الأجانب، والعكس صحيح”.

رويترز