اثر قمع النظام العراقي السابق لانتفاضة شعب كوردستان في العراق، في مثل هذا اليوم من عام 1991 (31 آذار/ مارس) وبعد 10 أيام فقط من تحرير مدينة كركوك بالكامل ،عاد النظام ليهاجم مدن كوردستان بقسوة مستخدماً كل ما لديه من قوة، لكن الشعب الكوردي في اقليم كوردستان صرخ بأعلى صوته انه حر ويرفض العيش في ظل الدكتاتورية بعد الان ، فنزح نحو مليوني مواطن ، رجالا ونساء ، شيوخا واطفالا ، تاركين مدن وبلدات اقليم كوردستان وكل مايملكون من متاع الدنيا ، متوجهين الى المناطق الجبلية على الحدود العراقية مع كل من ايران وتركيا في أكبر عملية نزوح جماعي في رحلة نحو المجهول فيما سميت بـ” الهجرة المليونية” للشعب الكوردي .
الهجرة كانت سيراً على الاقدام ، حيث قطع النازحون مئات الكيلومترات في اراض جبلية وعرة ، مرهقين ، متعبين ، يعانون البرد القارس والجوع والخوف و الأمراض ، فارين من بطش وقمع النظام العراقي السابق وآلته الامنية والعسكرية ، التي كانت قد ارتكبت بحقهم في السابق جرائم الأنفال والقصف الكيميائي والاعدامات الجماعية .
وقد تناقلت كل وكالات الأنباء العالمية والفضائيات الصور المأساوية لهذه الهجرة التي عبرت عن رفض الشعب الكوردستاني للدكتاتورية وتوقه الى الحرية والاستقلال .
واثر ذلك أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 688 الخاص بأعلان منطقة آمنة للكورد في كوردستان العراق شمال خط العرض 36 ، وعندها بدأت هذه الملايين البشرية التواقة للحرية والاستقلال رحلة العودة الى مساكنها وممتلكاتها في مدن وبلدات كوردستان والتي كانت قد تعرضت معظمها للنهب والسرقة من قبل جيش النظام العراقي البائد .
وقد اعقب ذلك طرد جيش النظام من المدن الكوردية بعد عودة المواطنين اليها،واجراء انتخابات تمخضت عنها برلمان وحكومة اقليم كوردستان. * وهذه صور تروي بعضاً من ما عاناه شعب كوردستان خلال تلك الرحلة الشاقة والاسطورية.