الكاكائيــــــــــــــــــــة، المذهب (الكاكائى)

0
5094

 الكاكائية بحسب تعريف أحد المنتمين إليها وهو الباحث المعاصر “فهمى كاكه – ئي ” هى:(جماعة أو عشيرة  كوردية كبيرة يقيم معظم أفرادها فى كردستان الجنوبية و خصوصا في كركوك و خانقين و مندلي وجلولاء و هولير و السليمانية و هورامان، و كذلك في كوردستان الشرقية في قصر شيرين و صحنة و كرماشان و سربيل زهاو . بينما يسمى سكان كردستان الشرقية من الكاكائيين بجماعة (أهل الحق)!. وهى على الأغلب  طريقة صوفية ظهرت بشكلها الحالى فى القرن السابع الهجرى على يد قطبها “سلطان اسحق” الذى كان ومازال يوصف بـ ( فخر العاشقين)!لكن بعض الكاكائيين يؤكدون على أن “فخر العاشقين” كان مجدد الطريقة والطائفة بعد أن أسسها “عمرو بن لهب” الذى يدعى (بهلول قطب العارفين) فى القرن الثانى للهجرة.

طاووسى ملك :

تشترك مع الأيزيدية بحسب مايقوله بعض المؤرخين فى تقديس “طاووس ملك”. لكنه يسمى”بنيامين” وهورئيس الملائكة لديها وهو بمثابة “طاووسى ملك” عند الأيزيديين. والكاكائية طائفة من الطوائف التى تعج بها منطقة مابين النهرين وكردستان. وهى طائفة دينية فى المقام الأول وربما هى إسلامية لكن انحرافها الواضح عن المتعارف عليه جعلها فى حكم الخروج عن المجموعة الإسلامية. فنسب إليها الازدواج العقائدى والتأثر القوى بالموروث من الديانات والعقائد القديمة هناك.

ويذكر بعض المؤرخين أنها من بقايا الديانات الكوردية القديمة الأخرى و التي يعود تأريخها إلى ماقبل المسيح و الإسلام، وهذه الديانات هى الصارلية، والشبك، والباجوران، وعلي اللاهية والعلوية. وقسم من أتباع هذه الديانات يؤدون طقوسهم بسرّية تامة ولا يسمحون للغريب بحضور مراسيمهم الدينية. تسرب إلى هذه الأديان بعض العقائد و الطقوس من الأديان الأخرى المحيطة بهم نتيجة التجاور و العلاقات و أحياناً لدرء الخطر.

يتوزع الكاكائيون بين العراق وإيران . وربما كان عددهم فى العراق  صغيرا بالنسبة لأعدادهم فى إيران. ويذكر “عدنان السيد آغا الكاكائى”،رئيس الكاكائيين فى إيران والعراق سابقا،أنهم (ليسوا دينا  أو ملة أو مذهبا وإنما هم قبيلة وتعرف باسم الكاكائية) !

وقد يصبح الأمر من الأهمية إذا صح مايقال من أن عددهم فى إيران وحدها قد يصل إلى 4 ملايين كاكائى ولو أن العدد مشكوك فى صحته لكنهم يتصلون بصلة العرق والدين إلى الكاكائيين الهوراميين فى العراق .وهم ينتشرون فى السهل الجنوبى من مدينة كركوك فى الشمال وفى كردستان الشرقية من مناطق هورامان وكرمنشاه وشيراز فى إيران وفى أذربيجان التى ترتبط بحدود أيضا مع إيران.وكانت تقارير المخابرات البريطانية أيام “لورنس العرب” تحدد مناطقهم الرئيسية دقة شديدة متركزة فى العراق وبين خانقين وقصر شيرين على الحدود بين العراق وإيران.

 هل الكاكائية دين أم قبيلة إثنية(قومية)؟ 

بينما يصر “عدنان السيد آغا الكاكائى”:(أن الكاكائية ليست دينا وإنما قبيلة لها عشائر كثيرة).  فإن”الأب أنستاس الكرملى” (لبنانى – عراقى)من القرن التاسع عشر،وهو عالم وباحث فى أصول ولغات الطوائف والديانات فى المنطقة ،يقول إن (لفظة كاكائى ليست اسم قبيلة أو أمة أو بلد  بل هى لفظة جمعوا بها بين الكردية  والفارسية بالأصل (معا) معناها : (الأخ) وواحدها (الكاكايا) باللغة الآرامية ، وقد تُلفظ (كاكائى) ويعنون به : (الأخ فى المذهب)!

 ورأى “الكرملى” أن (الكاكائية طائفة دينية خفية المعتقد والمذهب ،مبثوثة فى كركوك وأنحائها ولهذا لم يذكر وجودهم أحد من الكتّاب والمؤرخين،لأنهم يخفون معتقدهم الدينى وهو يتظاهرون بالإسلام فى موضع يكثر فيه المسلمون ويتظاهرون بالنصرانية فى موضع يغلب عليه النصارى..)!لكنه يؤكد بناء على شهادة أحد الخارجين عن الملة،أن : (الكاكائيين اختاروا النصرانية على كل دين سواها..) وبذلك ينزع  “الأب الكرملى” عن الكاكائيين الإسلام قطعا وهو ما لم يثبت عند أحد غيره من الباحثين القدامى.بينما يذهب المستشرق الروسى”فلاديمير مينورسكى” إلى أن الكاكائية بعيدة عن النصرانية ويقول إنها (بجميع أبعادها  واتجاهاتها لاتجتمع مع المسيحية فى شئ..)!

وفى دراسة حديثة لأحد المنتمين للطائفة وهو”معتصم ساله ئى”يقول إنه (ليس من الجائز أن نطلق على هذه المجاميع تسمية (العشيرة(لأن العشيرة ترمز إلى مجموعة من القرى المتجاورة التي تتواجد في منطقة محصورة وفي رقعة جغرافية معينة. لكنه من المعلوم بأن أتباع طائفة أهل الحق أو الكاكائية متناثرون في الكثير من البقاع في كردستان…).

ويقول إن :(مناطق تواجد هذه الطائفة الإثنية كانت واسعة في الأزمان السابقة، ابتداء من مناطق كركوك وكرميان والسليمانية، ومروراً بكردستان إيران وانتهاءاً بالمناطق الفارسية والأذرية في إيران، لكن بمرور الزمن تقلصت أماكن تواجدهم لأسباب كثيرة…).

ويقول إن :(هناك فئة اخرى انشقت عن صفوف “أهل الحق” ، ويتواجدون الآن بكثافة في بعض مناطق كردستان ايران ويسمون ب(علي اللهية أو الالهية). هذه الفئة ظهرت وتبلورت ملامحها نتيجة لتأثيرات غلاة أهل التشيع في إيران على أفكارهم وتوجهاتهم. وقد خرجت تلك الجماعة عن المسار الحقيقي لأهل الحق وانحرفت عن المباديء الاساسية لمعتقداتهم.

وعلاقة هذه الفئة  بالإمام “على”كرم الله وجهه شديدة الالتباس .فهى تدّعي بأن الامام علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)لايزال باقياًعلى قيد الحياة وأنه يعيش داخل قرص الشمس!..

 ويقول بعض الباحثين بأن أسس هذا المبدأ ترجع إلى فترات عبادة الإله (ميهر) والتي كانت شائعة بين الأقوام الآرية ،الذين كانوا يعتقدون أن “الإله ميهر”  يسكن قرص الشمس ..وتكون “الكاكائية” بهذا متأثرة بشدة  بالديانات الشمسانية إلى حد كبير)!

وفى تقارير المخابرات البريطانية أيام القائد البريطانى المعروف فى التاريخ باسم “لورنس العرب”،عن العشائر الكرديةجاء أنهم:(كانوا يرمزون بالكاكائية إلى (طريقة صوفية –أى درويشية)وأن مؤسسها هو”سلطان اسحق بن عيسى البرزنجى”، الذى يبدو أنه توصل إلى جوهر هذه الفرقة الدينية بتأثير من ديانات قديمة).

كما يؤكد باحث من أواخر القرن التاسع عشر، هو”عباس بن محمد بن ثامر العزاوى” ،فى أحد أهم وأوائل الكتب التى صدرت عن الكاكائية وهو (الكاكائية فى التاريخ) أن : (أول ظهور للكاكائية كان على يد “سلطان اسحق” الذى يعتبر مؤسس هذه الطائفة.وما يزال ضريحه فى جبل هورامان مزارا للكاكائيين).

لكن المستشرق الروسى”مينورسكى” وصف المزار الضريح الذى زاره عام 1914م ،واعتبر الكاكائيين متأثرين بالعقيدة الدينية الأيزيدية،خاصة فيما يتعلق برمزهم المقدس المشترك وهو “طاووس ملك” ووصف الضريح المزار بأنه (قرية فى هاورامان تقع وراء صخور  وعرة وتعتبر من الأماكن الرائعة الجميلة الخلابة الطبيعية..).

بينما يعتبر “هادى بابا شيخ”فى دراسته عنهم : (أنهم أكراد (أو كورد) يتكلمون لغة الكاكائية الكوردية ولكن باللهجة الكورانية المعروفة باسم (ماجو) وبها دونوا أشعارهم ونصوصهم الدينية..وأن الكاكائية كلمة فارسية وتعنى حسب ماظهرت فى النصوص الآشورية  بمفهوم العم أو الخال ،لكنها باللغة الكوردية اليوم تعنى (الأخوّة الكبرى) بين الكاكائيين بالطبع.

مع كل هذه الآراء حول الكاكائية لانتوصل إلا إلى الغموض أكثر. فالبعض يؤكد على أنها إسلامية انحرفت بتقديسها الشديد للإمام على بن أبى طالب بينما ينفى آخرون مجرد كونها تمت إلى الإسلام بأية صلة وينسبونها إلى المسيحية .وهناك من يؤكد صلتها بالأيزيدية القديمة وبعض الديانات القديمة بخاصة تلك التى يعتنقها الأكراد المنتشرون  فى تلك المنطقة ، مع التأكيد على احتمال  علاقة تربطها باليارسانية أو أهل الحق المنتشرة فى كردستان الشرقية دخولا إلى ايران، والتى لاتختلف كثيرا فى عقيدتها عن أصول الكاكائية.

اليارسانية (أهل الحق):

كثير من المؤرخين والباحثين يطلقون اسم (اليارسانيين) على بعض الكاكائيين فى شرق كردستان. بينما يطلق بعض الباحثين اسم اليارسانيين على (جميع )الكاكائيين. فاليارسانيون من الشعوب التى تمتد أيضا بين العراق وإيران ويعيشون في غرب إيران وبالتحديد محافظة كرمنشاه وأيضا في منطقة كركوك في شمال العراق بينما يعيش اليارسانيون من العرب في مندلى وخانقين وبعقوبة في محافظة ديالى . ويسميهم الإيرانيون والعرب(أهل الحق ) وهو الاسم الذى درج لدى العامة ،ليس على اليارسانيين فقط ، ولكن على جميع الكاكائيين، وإن كان هذا التعميم لايلاقى الترحيب من الباحثين الأكاديميين.

فأتباع اليارسانية بحسب بعض المصادر، يعتقدون فى وجود خالق عظيم هو الله ، لكنه يتجسد لديهم فى ست هيئات أو أشكال أو أشخاص على فترات زمنية  وليس فى ثلاثة أشخاص كما هو الحال عند الكاكائية. فقد تجسد عندهم فى المسيح عليه السلام وفى الإمام على رضى الله عنه  ومن تلاه لديهم من الشخصيات المهمة مثل سلطان شاهاك(سلطان اسحاق) الذى كان يشيع أنه ولد من عذراء !وهم يؤمنون أيضا بتناسخ الأرواح ولهم كتاب (سه رئه نجام)بالكردية ومعناها (النتيجة العظمى)!

يذكر مؤرخو الكاكائية أن كلمة يارسانية جاءت من الفارسية وتتشكل من (يار) و (سان) في الكوردية والفارسية، وتعني “يار” صديق أو محبوب أو عزيز أو صاحب ، أما “سان” فتعني في اللهجة الكورانية الكوردية والبهلوية الشاه أو السلطان. وبحسب ماجاء فى كتاب  (سه رئه نجام) فالمراد من كلمة السلطان أو الشاه هو( تجليات الله والحق)، وبالتالي فكلمة “يارسان” تعني أتباع أو أصدقاء مؤسس اليارسانية وهو”الشيخ سلطان إسحق”، المفترض أنه متقمص لروح الحق!

أما (سان)فتعنى في اللهجة الكورانية والبهلوية الشاه أو السلطان، ووفقا للكتاب، فالمراد من السلطان أو الشاه، تجليات الله والحق، وبالتالي فكلمة ( يارسان ) تعني أتباع أو أصدقاء “سلطان إسحق”، المتقمص روح الحق، والمؤسس لليارسانية، ديانة ( أهل الحق) أو (الكاكائية).

 وفي بعض المناطق  مثل مندلي و بعض قرى واسط يطلق عليهم ” الساره ليه” أو”الصاره لية” وتُكتب أحيانا (الصارلية).

لكن الكاتب اليارساني د. “گلمراد مرادی” يقول 🙁 إن تسمية  ” أهل الحق ”  خاطئة . و يفضل تسمية اليارسان). لكن معظم الباحثين يؤكدون على أن (معلوماتنا لازالت محدودة عنهم و عن ديانتهم بالرغم من تواجدهم فى كثير من الأمكنة و كانوا على الأغلب يحسبون أنفسهم عشيرة كردية حين يتقدمون لوظائف مهمة في الدولة)

و يبدو أن أتباع هذه الديانة أنفسهم لا يعرفون الكثير عنها . فهم في نظر السنة المسلمين ليسوا بأهل كتاب لكي يدفعوا الجزية ويعيشوا بأمان كما لايمكن قبولهم كمسلمين وإلا اعتبروا مرتدين خارجين عن الإسلام بتعاليمهم.

والمفارقة أن أتباع العقيدة الكاكائية يزعمون بأنهم مسلمون لكن عقيدتهم فى الواقع تحوى خليطا من المسيحية والمجوسية والإسلام معا.فهم يؤمنون بتناسخ الأرواح وتنقلها من جسم لآخر حتى تطهر.ويصلون مرتين فى اليوم ويصومون يوما واحدا فى السنة ثم ثلاثة أيام أخرى .ويحرصون على عدم قص الشارب مهما طال .ولايتزوجون خارج الملة . من أهم كتبهم الخمسة عشرة:كتاب(خطبة البيان)التى يزعمون أنها للإمام على.وهم يقدسونها بشكل خاص ولايطلعون عليها أحداويقال إنها تتكون من سبعين كلمة.أولها :(الحمدلله بديع السموات والأرض ..)ولهم كتاب فيه مايسمى(العلم الأعلى) وهو صعب جدا فى فهمه لكثرة رموزه .ومن شخصياتهم الحالية:(فلك الدين الكاكه ئى)الذى كان وزير الثقافة فى الحكومة الكوردستانية.

الكاكائية والفتوة والإمام على :

(لافتى إلا على):

بعض المصادر يقول إن بداية (الكاكائية) فى القرن العاشر الهجرى كانت(تنظيما) اجتماعيا للشباب والفروسية فى الأناضول وكان لهم سراويل خاصة وكان يعرف باسم (الفتوة البغدادى).ويقال أيضا إن الخليفة العباسى”الناصر لدين الله”من القرن السابع الهجرى(القرن الثالث عشر الميلادى)،هوالذى أنشأ التنظيم الفروسى وترأسه وسمى نفسه (الفتى الأول).ويقول بعض المؤرخين أن حفيده “المستنصر” قد لبس سراويل(الفتوة) بمرقد الإمام على بن أبى طالب فى النجف بالعراق:(د.رشيد الخيون).

ذلك لأن الإمام على كرم الله وجهه كان يعتبر لدى هذاالتنظيم الأخوى هو (الأخ الأول) والمؤاخاة كانت سبيلهم فى الحياة العامة ،كما يقول المستشرق الروسى”فلاديمير مينورسكى” امتثالا بالقول المتداول(لافتى إلا على، ولاسيف إلا ذو الفقار) !ثم عرفت باسم (الأخية) أو (الأخوة) بتشديد الواو. والأخ فى اللغات الكردية يقال له(كاكه) والمنتسب للتنظيم يسمى (كاكائى). بينما يقال إن (كاكا) لفظة آرامية.

لافتى إلا على :

يؤكد على أنه للفتوة صلة بالإمام على رضى الله عنه.و”الفتوة” هو ،كما يتجلى فى الشرق ،يهتم برد الظلم والاعتداء عن أبناء حيه!

ويذكر “د.رشيد الخيون”أنه وبحسب مايسمى (بمنشور الفتوة)، الذي عممه الخليفة الناصر:(أن أمير المؤمنين “علي بن أبي طالب” هو أصل الفتوة ومنبعها، ومنجم أوصافها الشريفة ومطلعها، وعنه تُروى محاسنها وآدابها، ومنه تشعّبتْ قبائلُها وأحزابُها، وإليه تنتسب الفتيان): (عن الشيبي، الصلة بين التصوف والتشيع، عن تاريخ إبن الساعي).

كما ينقل “الخيون” عن إبن بطوطة (فى القرن الثامن الهجرى) فى كتاب رحلاته، أن الفتوة كانوا معروفين بجميع البلاد التركمانية الرومية، في كل بلد ومدينة وقرية، ولا يوجد مثلهم أشد إحتفالاً بالغرباء من الناس، وأسرع إلى إطعام الطعام، وقضاء الحوائج، والأخذ على أيدي الظلمة، وقتل الشرط ومن لحق بهم من أهل الشر. والأخيُّ عندهم رجل يجتمع أهل صناعته وغيرهم من الشبان الأغراب، والمتجردين، ويقدّمونه على أنفسهم، وتلك هي الفتوة أيضاً” .

بينما ذهب المستشر ق الرحالة”مينورسكى” إلى ربط الكاكائية بالفتوة، فقال عن الجماعة الكردية: “من طريف عاداتهم المؤاخاة” (الأكراد ملاحظات وإنطباعات ص 81)، ولا يعبر عن هذه الصفة بالكردية غير لقب الكاكائية.

وبالرغم من كل هذا فلايوجد مايدل على تفرّع الكاكائية عن الفتوة،التى كانت تنظيماً شبابياً إجتماعياً عفوياً. وهذا خلاف ما كتبه “مصطفى جواد” في مجلة “لغة العرب” (نيسان/أبريل 1930)، بأنها: “مذهب حيوي ديني سُلك بعد ظهور الإسلام لتهذيب الأخلاق، وإنعاش النفوس وبث العبقرية”. وبعد حوالي ثلاثين عاماً ، عاد فكتب واصفاً الفتوة بأنها: “مذهب إسلامي ديني إجتماعي، قد تطورت كسائر المذاهب الدينية والإجتماعية في الإسلام” (المجمع العلمي العراقي، 5/1958) غير أن جواد في كتاباته حول الربط الصوفية والمذاهب الشبيهة بالكاكائية، لم يُشرْ إلى علاقة لها بالفتوة أو الأخّية. وواقع الحال أن الفتوة ليست مذهباً، كسائر المذاهب، مثل الكاكائية، لأنها تخص فئة إجتماعية معينة، لا تحلُّ محل المذاهب، وليس لها عقيدة خاصة، لكنها تعبر عن المذهب السائد في منطقتها.

الرحالة “إبن جبير” هو الذى ربط بين الكاكائية كمذهب دينى وبين الفتوة كتنظيم اجتماعى. فقال: “سلّط الله على هذه الرافضة (الفتوة العراقية) طائفةً تعرف بالنبوية،وهم سنّيون يدينون بالفتوة، وبأمور الرجولة كلها، وكل من ألحقوه بهم لخصلة يرونها فيه، منها ما (يلبسونه) السراويل، فيلحقونه بهم، ولا يرون أن يستعديَ أحدٌ منهم في نازلة تنزل بهم، لهم في ذلك مذاهب عجيبة، وإذا أقسم أحدهم بالفتوة برَّ بقسمه، وهم يقتلون هؤلاء الروافض أين ما وجدوهم، وشأنهم عجيب في الأنفة والإئتلاف” (رحلة إبن جبير 280).

الفتوة السنية والفتوة الشيعية :

ظهرتِ هذه الفتوةُ السنية بالشام، في مقابل الفتوة الشيعية بالعراق، وكأنها عودة إلى الصراع بين الشام الأموي، والعراق العلوي في العقد الثالث من القرن الأول الهجري. فالفتيان العراقيون كانوا: “يعقدون إجتماعهم في مسجد براثا، بغربي بغداد،وهو مسجد بُني على رواية: “أن الإمام علي بن أبي طالب، لما خرج لقتال الخوارج، صلّى في موضع المسجد، ودخل حماماً في قرية براثا، ولذلك كان من مساجد الشيعة، وكان مسدود الباب مهجوراً، ففتح إبن الرسولي (رئيس الفتيان) بابه، وقلع الباب العتيق، ونصب عليه باباً جديداً، ورتّب في المسجد من يراعيه” (مجلة المجمع العلمي 5/1958).

أما المتخصص فى الطوائف والعشائر والمذاهب فى منطقة الرافدين وهو اللبنانى “الأب  أنستاس الكرملي”فيؤكد على (التنظيم السرى للكاكائية ) فيقول إن:(لفظة كاكائي ليست إسم قبيلة، أو أمة، أو قوم، أو بلد، بل هي لفظة كردية، فارسية الأصل، معناها: الأخ، فقالوا في واحدها العائد إلى هذه الجمعية السرية: كاكايا، على الطريقة الآرامية، ومنهم من يلفظها كاكائي، مفرداً وجمعاً. فجمعوا في لفظة واحدة الفارسية والآرامية، وهم يريدون بذلك الأخ في المذهب): (رشيد الخيون).

عقائد الكاكائية:

 يحيط ديانة ومعتقدات “الكاكه- ئيين” غموض شديد لأنهم يحافظون على السرّية التامة تجاه الغرباء. وهم يقدسون الإمام علي تقديساً عظيماً. ويؤمنون بأن روح الله قد حلّت في علي(تنزه الله تعالى عما يصفون). ولا يعتقدون بأن القرآن قد أنزله الله تعالى ،بل يزعمون أن محمداً(صلى الله عليه وسلم) قد كتبه. لكنهم يتصفون بالتسامح تجاه الأديان والمعتقدات الأخرى. وهم يحترمون المعرفة والتعليم. ويعيش أغلب “الكاكه- ئيين” في محافظة كركوك.

اعتقاد الكاكائية بالله تعالى حائر وغامض ومعقد أيضا . فهو تعالى فى عقيدتهم (نور) لايملك وصفه باللون أو باللغة كما لايستطيع أحد إدراكه ولا معرفة حقيقته بوجه أو بوصف رأفة بالعباد ، لكنه يتجسد بفكرة وحدة الوجود وذلك بالحلول فى هيئة أحد من البشر ولايمكن من وجهة نظرهم التسليم والإيمان بالحلول إلا بعد الإيمان بوحدة الوجود.

وفكرة وحدة الوجود فى اعتقادهم تكون بالايمان  بأن (الكون والله  واحد، والكل هو الجزء والجزء هو الكل وكل شئ يعود إليه ويظهر الله (تعالى عما يقولون) فى كل مرة مع أربعة أو خمسة من ملائكته باعتبارهم وزراؤه! وله أطوار فى التجسيد . ويزعمون أن الله (تعالى عما يصفون) كان فى الأصل درة أو جوهرة  وتجسد  فى بشر لأول مرة فى شخص (خاوند كار) أى خالق العالم.وبعد الخلق تجسد للمرة الثانية فى شخص الإمام على (رضى الله عنه) وفى المرة الثالثة كان تجسده فى زعيم طائفة(أهل الحق)التى ينسب الكاكائيون أحيانا إليها ويسمون باسمها).

كما يؤمنون بتناسخ الأرواح وانتقالها من جسم إلى آخر وهو الطريق إلى الحلول . ويعتقدون أن الملائكة تتقمص صورة البشر، كل الملائكة بلا تمييز، بدءا من الملاك جبريل (عليه السلام) وحتى (عزازيل) الذى هو (طاووس ملك) أو طاووس الملائكة أى ابليس ، وإن كان عندهم – كما عند الأيزيدية- لايعنى الشر أو المعصية.

طبقات زعماء الكاكائية :

تنقسم طبقاتهم إلى سادة وهم الشيوخ وإلى طبقة المرشد ثم العامة وهم الكاكائيون الأخوة.

ويتفقون مع الطوائف الأخرى كالشبك والإيزيدية على أن ( إبليس ليس مسئولا عن الشر فى الأرض).ويطلق عليه اسم (عزازيل بنيامين) وهو فى نظرهم رئيس الملائكة(ملك طاووس). والصراع بين الخير واللشر فى الدنيا إنما هو صراع بين النفس والعقل واللسان والقلب.كما يتفقون على وجود (البير) أو الأب أو البابا أو الشيخ وله كافة الصلاحيات فى التصرف فى العقود بأنواعها والفتوى وجمع الأموال من الكاكائيين بمايسمى(إباحة المال).

والفلسفة التي تبنى عليها الطريقة تقف على أربعة أسس  وهي: النظافة (نظافة الجسد الروح) والصدق (مع الخالق و المخلوق)، والفناء (الفناء في الله) و النظام.

و أركــان طريقة  أهــل الحـــق أربعة هى: الطهارة، الصدق، الفناء، والعفو، حيث يقول “سلطان إسحق” في هذا أنه ” على أتباع اليارسانية الإلتزام بأربعة أمور: الطهارة أو النظافة، الصدق، الفناء، والعفو.

  1. الطهارة:  بمعنى النظافة، حيث على كل يارساني (و اهل الحق )أن يكون طاهرا، أي نظيفا في الظاهر والباطن، ويجاهد النفس بجعلها نظيفة، سواء في الجسم، أو الروح، اللباس، الفكر، أو العمل، وان يتجنب النجاسات، وبالتالي يكتسب الفرد اليارساني، النشاط الجسماني، فتتنور الروح والنفس، فنقاوة القلب والنفس والجسم والروح، تُزيل كل ما يتعلق بالمساويء كالشرك والألحاد.
  2. الصدق: أي السبيل الصحيح، والقيام بما أمرنا الله به،.و الأستقامة ،ويبررون ذلك بأن الأنبياء والصالحين والصادقين والشهداء كانوا سائرين في هذا السبيل.
  3. الفناء: بمعنى الإبتعاد كليا عن التكبر والغرور والأنانية وهوى النفس، والرذائل الأخلاقية، لكي يتم التسامي إلى الحق تعالى، فالغرور والتكبر وهوى النفس من صفات الضالين، ممن تحولوا من الأيمان الى الضلال، ولم يأمروا بالمعروف، ففقدوا كل رجاء في رحمة الله، فغدا مصيرهم عذاب الآخرة الأبدية.
  4. العفو: أي المغفرة، والإحسان، حيث يجب على كل إنسان مد يد العون والمساعدة للمحتاجين، لكي يكسب رضى الله ومحبته. إن من يستند إلى هذه الأركان الأربعة في حياته، يصل الى مرحلة الفناء في الله، وتستجاب دعواته، وينال لطفه ورحمته.

شعائرهم وطقوسهم :

الصلاة تعتبر عندهم من المظاهر وهم يصلون مرتين مرة قبل بزوغ الشمس ومرة قبل غروبها . ويصومون يوما واحدا ويسمونه يوم (الاستقبال) ثم يصومون بعده ثلاثة أيام وتسمى (أيام الصوم) يأتى بعدها (يوم العيد).

يحرم عندهم الطلاق إلا برضا الطرفين معا،تماما كالزواج. ولايبيحون تعدد الزوجات ولايتزوج الشيخ ابنة مريده كما لايتزوج المريد ابنة شيخه لأنها بمنزلة أخته. وهو لايقصون شواربهم مهما طالت .وعند موت أحدهم يدقون الطبول  ويوزعون الطعام ولايُلَقن الميت لأن روحه تظل تتنقل بين الأجساد بعد الموت حتى تتطهر !

الحياة الاجتماعية :

لايميل الكاكائيون إلى الاختلاط بأحد بل يفضلون العزلة وربما اتخذ تنظيم الفتوة بعض الشرائع والنظم من الإسلام الشيعى ومن المسيحية الشرقية وربما أيضا من ديانة الفرس المجوسية .وبسبب العزلة والتكتم لايعرف شئ عن الكاكائية إلا ماذكره بعض الخارجين القلائل عنها حيث رووا تجربتهم معها. وكل الروايات مشكوك فيها لأنها اعتمدت على تجارب شخصية وليس عن دراسة موضوعية.ومن هنا كان الكلام عن الكاكائية،كما عن الشبك ،محيرا.ولشدة كتمانهم لعقيدتهم انتشرمثل شعبى يقول(كتوم مثل كاكائى).حيث يعتبر الكتمان من أخص خصوصياتهم فهم لايبوحون بعقيدتهم ويعتبرون ذلك (هتكا للسر) وهم يعظمون مراقد وأضرحة شيوخهم. ويعتبرونها مزارات مقدسة .

لايقدسون القرآن الكريم ويعتبرونه من نظم النبى محمد (عليه الصلاة والسلام) ومن عمل الخليفة عثمان بن عفان. لكن بعض طوائفهم  يُجلّون أمير المؤمنين عليا بن أبى طالب، ويعتقدون أن الله تعالى(سبحانه منزه عن ذلك) قد تجسد فى شخصه ، كما يعتقدون أن عليا تجسد فى شخص مؤسس طائفتهم وهو “سلطان اسحق”.

الحج عندهم يكون لزيارة المراقد (الشريفة) تماما كما يقوم الأيزيديون بزيارة مقام  عدى بن مسافر بدلا من مكة .

وربما وردت كلمة (يارسان) قبل اكثر من أربعمائة سنة من ميلاد (سلطان اسحق). والشعب الكردي بشكل عام مدين من الناحية الادبية والثقافية للشاعر (بابا طاهر الهمداني 937 – 1010)م. حيث شكلت أشعاره وقصائده  أولى المصادر الأساسية للأدب الكردي المدون. وكان من أبرز شخصيات أهل الحق أويارسان في زمانه. وبالرغم من انتماء الشاعر الى طائفة اهل الحق ، لكنه وقع تحت تأثيرات المسار الصوفي للأسلام. كما يقول الباحث “معتصم ساله ئي” وكانت طائفة الشاعر تتكلم اللهجة الكورانية ، لكنه استخدم في ثنائياته الشعرية اللهجة الكورانية الكردية واللهجة اللرية في آن واحد. ونظراً لكون الشاعر بابا طاهر يتمتع بمنزلة عالية لدى اهل الحق واهل (يارسان) ، لذا وضعت ثنائياته الشعرية في هوامش مسودات الكتاب المقدس (سرنجام) لدى طائفة (يارسان). ويقول المستشرق المعروف (مينورسكي) إنه وجد ثلاث عشرة من ثنائيات الشاعر بابا طاهر في ذلك الكتاب المقدس ..).

 اللغة الكاكائية 

هي اللغة الكوردية باللهجة الكورانية المشهورة (بلهجة ماجو)وقد دونت بها أدبياتهم الدينية  والتى جاء فى إحداها ما نقل عن شيخهم المقدس “السلطان اسحق” في إحدى أشعاره الدينية وباللهجة الكورانية )ماجو(.قوله:

ابراهيم نسر

بقاي دور دين ياريم كفت نسر

ابراهيم بيانم فرزند آزر

بتم شكست دا بيم وه بيغمبر

كاكام يادكار اسماعيل بياني

سرش وه راي حق وه قورباني

وترجمتها العربية :

أنا تجسيد ابراهيم من البدء(يقصد النبي ابراهيم الخليل) وقد حطمت ألأصنام وأصبحت نبيا

وكاكا يادكار كان تجسدالاسماعيل (القصد النبي اسماعيل ابن ابراهيم) الذي قدم قربانا للحق (الله.

وكلمة (باوه) أو (بابا) تحمل معان سامية لدى أهل الحق. ويوجد الكثير من المدن والأماكن في كردستان تحمل هذه الكلمة مثل: (باوه محمود) و(طويز لي بابا) و(باوه نور) و(باوه شاسوار) و(باوه فتي) و(بابا طر طر) او (باوه طور طور). كل هذه الاماكن كانت مناطق يارسان او اهل الحق.

ويقول الكاتب (أيوب رستم) في كتابه )يارسان) حول معتقدات أهل الحق : إن (إحدى الأسس الرئيسية في دينهم هو الاحتفاظبأسرارهم. وإفشاء أقل الاسرار من شؤون دينهم يعتبرونه جريمة بشعة. وكل من يقوم بهذا العمل يعتبر خارجاً ومرتداً عن الدين ويوصف ذلك الشخص بالمكروه).

ومن غرائبهم ما قاله  أحد مشاهيرهم المعاصرين، وهو”فهمى كاكه ئى” :إن الناس تصرخ ( يا شاي شنروي)* عندما تسمع صوت رعيد البرق، إعتقادا بأن واحدا من الملائكة الصحابيين السبعة من مجموعة (هفت تن) حسب ميثيولوجيا الکاکائية هو المسئول عن الرعد و البرق و الأمطار، کما هو الحال في ميثولوجيا دول الشمال حيث أن إله الرعد و البرق هو (تور) و کما هو الحال معالميثولوجيا الهندية (هفت تن)، أي السبعة المقدسة لدی الکاکائيين، و هم کل من البير(الشيخ): بنيامين(عزازيل)والنبى داود و النبى موسی ومصطفی،ورمزبار(والدة سلطان إسحاق)، وإبراهيم (المقصود النبى ابراهيم عليه السلام)و بابا يادکار.

يقول الباحث أحمد السيد على:(إن الأكثر التزاماً بفكرة الكارما في الوسط الإسلامى هم أهل الحق (يارسان) والدروز بالرغم من التزام الدروز بمنهجين أساسيين هما التوحيد والنبوة) .

ذلك لأن كلتا الطائفتين تنتميان إلى المجموعات التى استفادت من الأفكار والآراء التي طرحتها الفلسفات الهندية!الشيعية المغالية وكذلك الفلسفة اليونانية. لكن الوضع مختلف .فبالنسبة لأهل الحق فى أصولها الإثنى عشرية والتي تنظر إلى العدل الإلهي كأحد أصول الدين، دفعتهم لطرح التساؤل حول آلية هذا العدل في الدنيا خاصة مع تراث الاضطهاد الذي عانى منه الأئمة العلويين والشيعة على يد الدولتين الأموية والعباسية، كما أن الانتماء الطبقي لمعظم أبناء هذه الطائفة ارتبط بعمال الأراضي الزراعية الذين يتعرضون للعديد من أنواع الاضطهاد بخاصة!الإقطاع وبالتالي فإن الإيمان بالكارما المقترنة بإيمانهم بالتقمص حل المشكلة ماديا فلم يعد يتطلب انتظار العدل في الآخرة.

على أن إيمان أهل الحق بالقيامة أو يوم الجزاء الأخير يطرح تساؤلاً آخر حول اعتقادهم بالتقمص، فإذا كانت هناك قيامة ينتهي على أثرها العالم فما هي ضرورة الاعتقاد بالتقمص ؟ .

إن التساؤل الأساسي الذي طرحته الطوائف الإسلامية المؤمنة بالتقمص هو : أين تتواجد الروح الإنسانية بعد الموت حتى القيامة الكبرى ؟، وهذا التساؤل لا يتشابه في دوافعه مع ما طرحه البراهمة الهندوس من تساؤلات دفعتهم للإيمان بالتقمص، على الرغم من تشابه النتائج(أحمد السيد على).

كتبهم المقدسة :

على خلاف الديانات الأكثر وضوحا وشمولا وفلسفة فإن لدى الكاكائية حوالى خمسة عشر كتابا .ومن أهم كتبهم:

كتاب(خطبة البيان)التى يزعمون أنها للإمام على.وهم يقدسونها بشكل خاص ولايطلعون عليها أحداويقال إنها تتكون من 70كلمة.أولها :(الحمدلله بديع السموات والأرض ..)ولها شرح باللغة التركية.ومن كتبهم:(جاودان عرفى)وهو كتاب بالطريقة(الحروفية).وهو مذهب صوفى غريب وربما شاذ بعض الشئ ويسلك طريقة(وحدة الوجود)فهو يقدس الحروف وتركيب الكلمات فى حروف.ويعتبر أتباعه مذهب الحروفية (مظهرا للوجود المطلق)ويتأسس على الحروف الثمانية والعشرين العربية مضافا إليها أربعة حروف إضافية هى لام وألف و ميم وفاء،فيصل العدد إلى 32 حرفا،تقوم الدنيا عليها وتترسخ بها. والكتاب موجود باللغة التركية واللغة الفارسية.

ولديهم كتاب (كلام الخزانة) أو (سه رأنجام) من القرن السابع الهجرى(الثالث عشر الميلادى) ويتكون من 6 أجزاء ويعتبرونه(وحيا منزلا) وفيه كل تعاليم دينهم ودنياهم.ولم يطبع الكتاب خارجهم.وفيه مايسمى(العلم الأعلى) وهو صعب جدا فى فهمه لكثرة رموزه.  والذي يتكون من ستة أجزاء هي: باركه باركه، دورهء هفتوانه، كليم وكول، دوره جهلتن، دوره عابدين، خرده سرانجام.

وقد تضمنت بعض مواضيع (خزانة كلام أو سه رانجام) الحكم وتسمى ( علم الأعلى ) ، ولكن صيغت  بإصطلاحات فلسفية يصعب على الإنسان إدراكها. وقد جاء في مقدمته، أنه( يجب ألا يطلع على مضامين الكتاب المقدس كل من كان، وأنه يجب ترتيله برموز، ولا يجوز تداوله من قبل أناس غير أهل له، أو غير لائقين).

 كما يشير شيخهم الأكبر “سلطان إسحق” البرزنجي أيضا، إلى مرموزية الحكمة، ويبين أنه يجب الحديث فيها في لبوس الرموز والأسرار والكنايات، ولا ينبغي بيانها مكشوفة للعامة، حيث يقول : ” لا تكشفوا الأسرار، فيا أيها الياران ( الأنصار ) إياكم وكشف الأسرار، فالحكمة يتلقاها الأهل برموز، لئلا تحترقوا في محرقة أعمالكم “.

ويتضمن كتاب سرانجام أيضا اجزاء من فلسفة الإشراق والحكمة القديمة والتصوف الإسلامي، وقد جاء بتسميات ولإصطلاحات وتعبيرات علمية  وفلسفية وصوفية، بلغة جميلة، ذات إيقاعات سلسة ورقيقة، ومنظومة بوزن الهجا: ما معناها مرة ثانية عشر مقاطع، ولا نظير لها في الفصاحة والبلاغة الكوردية  (أحمد سيد على).

ويقول الباحث إن 🙁 لقد تضمنت بعض مواضيع خزانة كلام أو سرانجام الحكم وتسمى ( علم الأعلى ) ، وفي  إصطلاحات فلسفية يصعب على كل إنسان إدراكها. وقد جاء في مقدمته، أنه يجب ألا يطلع على مضامين الكتاب المقدس كل من كان، وأنه يجب ترتيله برموز، ولا يجوز تداوله من قبل أناس غير أهل له، أو غير لائقين، ومثلما يبين الشيخ شهاب الدين السهروردي في كتاب ( حكمة الإشراق ) يجب إبعاد الحكمة الإلهية عن أناس غير أهل لها، لأن المواضيع الفلسفية، لا يجوز تعميمها، بل تؤدى وتدرك بالرموز، ويكتنفها الغموض: ( وكلمات الأولين مرموزة، فإن هرمس وأنباذقليس وفيثاغورس وسقراط وأفلاطون، كانوا يرمزون في كلامهم، ولئلا  يطلع عليها من ليس جديرا بها، فتصير الحكمة سببا في إكتساب الشرور والفجور، ويفضي ذلك إلى فساد العالم، أولئلا يتوانى طالبها الذكي من بذل الجهد في إقتنائها)،

ويطلق البعض على أقوال وحكم عظماء أهل الحق ( كلام )وجمها (كلامات) أو ( دفتر )، كما يطلقون على علماء هذه الطريقة ” كلام خوان ” أي قاريء الكلام، وكل ” كلام ” موزون ومقفى، أو مكتوب في نثر بديع، إضافة الى الكتب المذكورة، هناك كتب عديدة لهم، كُتبت في قرون هجرية مختلفة، مابين القرن الثاني إلى الثالث عشرمثل: دوره بهلول، دور شاه خوشين، كلام ايل بيكي جاف، كلام نوروز، كلام حيدري.. ألخ. و( الكلامات ) منظومة على أوزان تقطيعية عشرة هجا، ومدوة باللهجة الكورانية، وبتأثيرات من اللهجات اللكية واللورية والكوردية الكرمنشاهية، والكوردية المريوانية، والكرمانجية السنندجية والكهلرية.

 وكلمة ( كوران ) تُنسب في الأصل إلى ( كوران ) إحدى القبائل المتنفذة، والمقيمة في سنندج وكرمنشاه، ويدين أفرادها بالديانة ( اليارسانية ) أو ديانة ( أهل الحق ). وتعني كلمة ( كوران ) الأغنية، ثم عممت، فأطلقت على كل شعر عامي، أو قصيدة مغناة، بسبب أن معظم الأناشيد الدينية منظومة بالكوراني ( اللهجة الكورانية) وبعشرة مقاطع ( المعشرات)، وبسبب عدم جمع وتحقيق هذه ( الكلامات ) وطباعتها، ووجودها في حوزة أناس أميين، أو شبه اميين، فقد تعرضت إلى تشويه وأخطاء كثيرة، وبالتالي لا يمكن التيقن من صحتها، والإستناد إليها كوثائق، وقد يجهلها الكثير من كتاب (لكلام) من اللهجة الكورانية، فيدونون الكثير من المفردات والإصطلاحات خطأ، وأحيانا يقومون بحذف أبيات يتعذر عليهم فهمها.

ويُعتبر كلام خزانة، أو سه رانجام، في رأي اهل الحق، وحيا منزلا، ويرون فيه تعاليم كاملة، ونهجا قويما، ومرشدا لهم في الحياة، يستندون إليه في حل كل مسائلهم الدينية والدنيوية.

وهذا الكتاب لم يُطبع قط في أي مكان، وما يقال بأن ( مينورسكي ) قد طبعه، لا أساس له من الصحة، كما يقول اليارسانيون أنفسهم ،حيث لم يطبع سوى قصائد لشعراء ينتمون إلى أهل الحق، في القرن الثالت عشر الهجري، وما طبعه، ليس له علاقة بكلام سرانجام.(أحمد السيد على ).

أهم شخصياتهم الدينية

ســلطــان إســـحـق  بحسب ما نقله “حميد كشكولى ” :

ولد سلطان إسحق، حسب ماجاء فى رسائل سه رانجام* عام 675 هجرية، في قرية ” برزنجة ” التابعة لقضاء حلبجة، في محافظة السليمانية. والده هو الشيخ عيسى بابا علي الهمداني، وامه خاتون دايراك رمزبار. بعد وفاة والده نشبت خلافات بينه وبين أخوته، فانتقل إلى قرية شيخان، في منطقة هورمان، وقام بتجديد اليارسانية، وتوفي في 798 هجرية ، وضريحه هناك. وقد قضى عمره في الإنزواء، بعيدا عن اللغو والغوغاء. وكان يستقبل فقط الباحثين عن الحق والحقيقة من أي مكان وفدوا إليه، حيث كان يجذبهم، ويلهمهم، فيستفيضون بنوره. كان له العديد من المريدين من الصين والهند، بخارى وأقاليم إيران، حيث حققت طريقته نجاحا كبيرا في عهده، وإنتشارا واسعا، بحيث إنتزعت الإعتراف الرسمي، ويقال بأن تيمور كوركاني( 771 – 807 هجرية) قد نعم بفيض نوره.

ويستنتج المرء من قصائد علماء شهرزور في القرنين السابع والثامن الهجريين، أن “سلطان إسحق” قد تلقى علوم العربية وآدابها عند الملا إلياس الشهرزوري، ثم توجه بعد تلقيه العلوم الدينية إلى التصوف. وقد إعترف أساتذته بذكائه وفراسته ونبوغه، ، فقام برحلات إلى مدن العراق، وسافر إلى مصر والشام، وحج مرة واحدة، وقد غدا من ألمع علماء ومحدثي زمانه. وكانت له إتصالات بالنصيرية أيضا، وقد تخرج على يديه تلاميذ، برزوا فيما بعد.

صرف سلطان إسحق جل حياته في تلقي العلم، ثم تدريسه، وقد أنشد الشعر، وقصائده مدونة في كلام الخزانة، كما يقال إنه كتب كتابا في تفسير القرآن، لكن لايوجد أية معلومات عن هذا التفسير.

إن رموز وأسرار اليارسانية المحفوظة عن ظهر قلب عند ” بهلول ماهي “، والتي كان يتم تداولها في القرن السابع الهجري شفاهة، تحولت في القرنين السابع والثامن الهجري، إلى صورة قانون، وأساس لديانة ” أهل الحق “، وتم تبليغها إلى أصدقائها بأسم  أهل الحق والحقيقة  و” اليارسانية، واعتبر سلطان إسحق مؤسسها، وواضع نظامها الداخلي.

ويكتب “د. محمد مكري” في مقدمة كتاب ” شاهنامة حقيقت “: ( عاش سلطان إسحق في  القرن الثامن الهجري، وأختار مناطق هورمان وجونرود وكوران، مركز إنطلاق وعمل لنشر طريقته، حيث رآها ملائمة لعمله، فهاجر مع مجموعة من رفاقه الأكراد مسقط رأسه برزنجة وقرى شهرزور، ليقيموا في برديور الواقعة بالقرب من شيخان، غرب نهر سيروان، حيث نجح في كيب عدد من أهالي تلك المنطقة إلى طريقته، معلما إياهم أسرارها ورموزها، كما قام ببث روح الأخوة والوئام ..).

كما جاء في إحدى مخطوطات سه رانجام، عن مولد سلطان إسحق كلاما غريبا كالأساطير: ( بعد غياب ” بابا ناأواس ” يهاجرأتباعه إلى منطقة هورامان، ويعملون في الزراعة، فينشب قتال بين دراويش المنطقة، وبين حاكمها المدعو ” صبوره ” فينتصر الدراويش، ثم ينتقلون إلى قرية برزنجة الواقعة في شهرزور كردستان العراق، فيزورون بيت الشيخ عيسى البرزنجي، أحد وجهاء تلك الديار، ويبقى ثلاثة دراويش في خدمته، وتحت إمرته، فيقترحون عليه أن يتزوج، رغم أن له  عدة زوجات، فيقبل إقتراحهم، ويبعثهم في طلب يد إبنة حسين بك، أحد وجها كوردستان، فيقبل الأخير شرط ان ينفذ الشيخ عيسى مطالبه، وهي قطعان من الماشية والخيول والإبل وسواها، فيقبل الدراويش بكل ما يطلب به.

وفي الصباح الباكر، عندما يستيقظ حسين بك، يأخذه الذهول والدهشة، عندما يرى أمامه قطعان الأغنام والخيول، فيزوج إبنته ” دايرك ” من الشيخ عيسى، وفي يوم ما بينما كان الدراويش يعملون في الحقل، تأتي إليهم ” دايراك “وهى حامل، وتجلس عندهم، وفجأة يدوي صوت هائل في السماء، وتسقط قطعة نور حوالي ” دايراك ” فيحملها الدراويش إلى المنزل، وبعد فترة تلد ولدا، سموه ” سان إسحق ” أو ” سلطان إسحق “، ويرى الدراويش بأبصارهم الداخلية، علامات الهبة الآلهية على جبين الوليد. وعندما يتأمل داود أعمال سلطان إسحق، يدرك بأنها تجليات آلهية، وأن امامه آفاقا رحبة، ويحمل مستقبلا باهرا للمنطقة. وفي إشتداد عوده، تبدو علامات النباهة واضحة عليه، مما يثير دهشة الشيخ عيسى، فيأخذه معه إلى مكة لحج بيت الله، ويلاحظ إشارات الفيوضات الإلهية على إبنه، وعندما ينوي أن يشهد على ذلك، يفقد النطق، وفي طريق العودة يقضي نحبه، فيعود سلطان إسحق إلى مسقط رأسه ثم يبدأ بتأسيس طريقة ” أهل الحق”، وكانت تلك نهضة كبيرة في كوردستان، وإلتحق كثيرون بها).

بينما جاء في مذكرات ” كاكاردائي” المخطوطة عن سلطان إسحق قول مغاير حيث تقول المخطوطة: ( تلقى “سلطان اسحق” العلم عند الملا إلياس الشهرزوري في خانقاه ( الحجرات)، وفي شبابه، ينتقل إلى بغداد، ليواصل تعليمه في المدرسة النظامية، ثم في دمشق، خاتما تحصيله فيها، ليرجع إلى مسقط رأسه، ويبني مسجدا، ويقوم بإرشاد وتربية الأهالي هناك، وبعد فترة يحج إلى بيت الله، ويعود إلى قرية برزنجة. بعد وفاة والده، وبسبب عدم الوئام مع إخوته، يهاجر إلى قرية شيخان في منطقة هورمان، ويؤسس طريقة ” يارسان”، ويعيش هناك حتى وفاته).

وينفى بالطبع أتباع  ” أهل الحق “ماجاء فى الوثيقة ولا يقبلون بها، مدعين بأن “سلطان” كان ينعم بعلم الغيب،ويوحى إليه، ولم يكن بحاجة إلى تلقي العلم من البشر.

 لكن بعض الباحثين يستدل بقصائد الملا إلياس الشهرزوري، احد كبار علماء شهرزور،التى يؤكد فيها أن “سلطان إسحق” قد تلقى العلم منه بالفعل وأنه، وبسبب خلافاته مع أخوته، اتجه إلى قرية شيخان، وأسس طريقته التصوفية الجديدة. وقد إستعار في ذلك بعناصر مهمة من الأفكار الروحانية والدينية القائمة قبل الإسلام في إيران مثل الزرادشتية والمزدكية والفكر اليهودي والمسيحي، وكذلك التيارات التي ظهرت بعد الاسلام، وخصوصا في غرب إيران.

لقد قسم سلطان إسحق مريديه على خمسة عشر صفا، أو درجة، وحدد لكل منها وظيفتها واتجاهاتها، وهذه المجموعات هي ( هفت تن )، ( جهل تن )، ( هفت وانه )، ( ياران قول طاس )، ( هفتار دوبير )، ( هفت خلفة )، ( هفت خادم )، ( هفت هفتوان )، ( جهل جها تنان )، ( نودونه بيرشاهو )، ( شست وشش غلام كمرزرين )، ( هزار ويك بندهء خواجة مانند )، ( بيور هذار بنده )، ( بي ونده يا بينده هاي بي شمار ).

شخصياتهم التاريخية :

تعتنق شرائح كبيرة من الكورد، الدين الكاكائي.هؤلاء متواجدون في شرق و جنوب كوردستان، في المدن الكبيرة، مثل: كرمنشاه و إسلام آباد و كركوك وخانقين و مندلي ومدن أخرى و لهم مجموعة من الكتب التي تُقرأ في أداء المراسم الدينية و يؤدون طقوسهم على أنغام الموسيقى.

أحد أبناء الكاكائية كان عمرو بن لهب الملقب ب(بهلول) المولود في مدينة الكوفة و الذي عاصر الخليفة هارون الرشيد، هو أول كاكائى رفض حكم العباسيين و دعا إلى الثورة عليهم. وتوفى في سنة (219 هجرية).  وله أشعار و حكم باللغة الكوردية و العربية، يقول فى أحدها:

حسبي الله توكلتُ عليه ..

من نواصي الخلق طراً في يديه

ليس للهارب في مهربه .

ابداً من راحة الا إليه

ربّ رام لي بأحجار الأذى

لم أجد بداً من العطف إليه.

ومن أبناء الديانة الكاكائية، العالم”نعمة الله مير بهرام مكري”وله كتاب شعر مسمى ب(شاهنامه الحقيقة) الذي يحتوي على (11117) بيت شعر، وهو رد على (شاهنامة) الفردوسي الذي يحوي أساطير إيران القديمة.

=الإمام “أحمد ابن ميره بك”: وهو حفيد إبراهيم بن محمد بن السلطان إسحاق. ولد في كركوك في القرن الثامن الهجري. كان والده قد قصد هذه المدينة للتبشير بالكاكائية.ويسمى الخان احمد وله مقام كبير فى محلة المصلى فى كركوك ،ويدفن فى الموضع كبار الكاكائيين.وهناك اعتقاد سائد بين الكاكائيين بأن الإمام أحمد يشفى المرضى ويقصد الناس  ضريحه للشفاء من المرض ،ويوم الأربعاء هو اليوم المفضل للزيارة!ومن شخصياتهم المعاصرة:(فلك الدين الكاكه ئى) الذى تولى وزارة الثقافة فى الحكومة الكوردستانية،ومن شعرائهم القدامى”مولوى”من القرن التاسع عشر.

=العم نظر الكرميانى :

هو ابن العم قيصر ابن محمد و يعرف بـ (درويش نظر الگرمياني) ولد في كركوك سنة 1786 ميلادية. كان عالما بأصول الصوفيةوكان معروفا بعلمه و ذكائه حتى خارج نطاق الكاكائية. كتب الكثير من أشعار التصوف باللغة الكوردية. كتاباته محفوظة لدى الأخ هردويل كاكائي الساكن في كركوك. و هو جد الشاعر الكوردي المعروف هجري دده. توفي سنة 1875 و دفن في مقبرة ابو علوك في كركوك.  وكان العم “نظر” يضع الألحان لأشعاره الدينية بنفسه و يغنيها.وكان يعزف على الة الطنبور و ألحانه تسمى بالنظرية.

قيس قره داغي
ومن أرشيف “حجلنامه” ذكر “قيس قره داغي” على مدونة الكترونية اسماء خمس من شاعرات اليارسانية من القرن الخامس الهجرى .وتضمنت أشعارهن اساطير مأخوذة من التراث الدينى اليارسانى.ومنها اسطورة البلبل والوردة التى جاءت لدى الشاعرة  “جلاله خانم لورستاني”  التى ولدت سنة387هـ، في لرستان، وتوفيت في منتصف القرن الخامس الهجري؛ فضلاً عن موهبتها في مجال الشعر، أجادت العزف على الطنبور، والآلات الموسيقية الأخرى، التي تصاحب حلقات الذكر في طقوس العبادة لدى الديانة اليارسانية.
وفي مجلسها كان يلتقي أهل الذكر والأدب، وأرباب المعارف والذي دعي بـ مجلس (نورالإله)، وتكمن أهمية جلالة خانم في تهافت الناس على مجلسها والاعتقاد بأنها أنجبت “شاخوَشين”، الذي يعدّه أتباعه إلهاً، أو ظلاً للإله، مع اعتبار والدته جلالة، إحدى الملائكة على الأرض.
نظمت جلالة خانم قصائدها على شكل رباعيات، على عادة أهل زمانها:

ردا، أيها الفارس الذكي (شاخوَشين)، ماهو إلاَّ وحي من السماء السابعة..
ولاينتقص من معتقدهم في أنهم يعدّونه لقيطاً، مع تأكيد أنّ جلالة، إبنة ميرزا، آمان الله ولدته.
وتوثّق هذه الرباعية، قصةَ ميلاد إله اليارسانية “شاخوشين”، من هذه الشاعرة، حيث ادعت أن خصلة من شعاع الشمس، أودعت رحمها نطفة “شاخوشين/نبتة الشمس”.

فكيف يكون اليارسانيون بعد كل هذا من المسلمين؟؟؟

المصادر :

فهمى كاكه ئى:  ابحاث على موقع دنكه كان الالكترونىDengkan

هادى بابا شيخ :الكاكائية واهل الحق من بقايا الديانات الكوردية القديمة

فلاديميير مينورسكى :الأكراد ملاحظات وانطباعات

رشيد الخيون الاديان والمذاهب فى العراق

أحمد السيد على :   مقالات عن الكاكائية (على الانترنت)

حميد كشكولى : ابحاث عن الكاكائية على الانترنت

****فلاديميير مينورسكى: مستشرق روسى V.F.Minorsky) تخصص فى تاريخ الاكراد (1877-1966)م.

(من كتاب “طاووسي ملكي” تأليف أسيمة جانو  تحت الطبع )