توسل إيراني لدولة الإمارات يثير غضب الإعلام الإيراني

0
1091
iran flag with UAE flag, 3D rendering

ردة فعل اعتاد عليها الإعلام الإيراني من رفض دولة الإمارات السماح بإقامة مباراة تحضيرية بين المنتخب الإيراني ونظيره المغربي على أرض الإمارات، لتبدأ الصحف ووكالات الأنباء بنسج الشعارات وتوجيه الاتهامات والتهجم على دولة الإمارات العربية المتحدة دون أي مبرر أو دليل.

ما يثير الغرابة أن الاتحاد الإيراني يصر على إقامة المعسكرات التدريبية لمنتخبه على أرض الإمارات، بل ويرفض غيرها لما تتمتع به من بنية تحتية متقدمة، ويحظى ذلك بترحيب إماراتي، وتسمح له دولة الإمارات بإقامة المباريات الودية والتحضيرية مع المنتخبات الأخرى بشريطة عدم حضور الجماهير التي طالما تثير الشغب والفوضى، غير أن الجانب الإيراني يصر على حضور الجماهير الإيرانية، لدرجة أن يصبح السبب في إلغاء مثل هذه المباراة هو تعنته على موقفه في إقامة المباراة بحضور الجماهير، لتبدأ الصحف الإيرانية بشن هجوم على دولة الإمارات دون سبب أو مبرر، والأغرب من ذلك أن هذا الهجوم يأتي في الوقت الذي يحظى به المنتخب الإيراني بضيافة دولة الإمارات حيث يقيم معسكرا للتدريب يمتد لأكثر من أسبوع.

ولم يكتف الإعلام الإيراني بتعليق إلغاء المباراة على شماعة الغير، بل اعتبر ذلك إهانة وجهتها دولة الإمارات إلى إيران، ليصب غضبه أيضا على مسؤولي الاتحاد الإيراني ورئيسه “مهدي تاج” بسبب ذهابهم إلى دولة أهانت بلدهم، متهمينهم بأنهم يرجحون مصالحهم الشخصية على الكرامة الوطنية.

إن الهجوم الذي شنه الإعلام الإيراني مؤخرا على دولة الإمارات لا مبرر له، فدولة الإمارات ترحب بإقامة مثل هذه المبارات ولكن بشريطة الحفاظ على الأمن ومنع الشغب، إلا أن الجماهير الإيرانية طالما أثارت الشغب برفعها لشعارات عنصرية وطائفية في العديد من المباريات وخاصة إذا كان الطرف الآخر عربيا، وحفاظا على الروح السلمية والقيم الحضارية ترفض الإمارات مثل هذا النوع من الشغب وإثارة العنصرية بأساليب وقائية قانونية تحفظ بها الأمن والأمان لجميع مواطنيها والمقيمين على أرضها.

ولا يحق أبدا للجانب الإيراني أن يبرز أي اعتراض أو حتى انتقاد للجانب الإماراتي، بل عليه أن يقدم الشكر ويعترف بعرفان كرم الضيافة لوفوده ومواطنيه، ثم أن بإمكان إيران أن تقيم مثل هذه المباريات في دول أخرى، فلماذا تصر على إقامة مبارياتها وبحضور جماهيرها داخل دولة الأمارات، ويؤدي عنادها إلى إلغاء هذه المبارات، لتتخذه ذريعة على مهاجمة الإمارات وتوجيه الاتهامات الباطلة، إضافة إلى أن التقارير الإخبارية المغربية تؤكد أن الاتحاد المغربي لكرة القدم هو من بادر بإلغاء المباراة مع الجانب الإيراني، ليعلن عن بحثه عن بديل غير المنتخب الإيراني لإقامة مباراة تحضيرية معه.

وكثيرا ما يستغل الإعلام الإيراني مثل هذه الأحداث لشن هجوم إعلامي على الدول العربية التي وقفت متحدة ضد المشروع الإيراني الصفوي، فتقوم الصحف الإيرانية بربط هذا الموضوع الرياضي بتوتر العلاقات بين إيران والسعودية ومحاولة تسييسه لمصلحة المشروع الإيراني، لذا ربط الإعلام الإيراني موضوع إلغاء مباريات منتخبه والذي تسبب عناده في إلغاءها بموضوع قطع السعودية علاقاتها مع إيران، وتقييد الإمارات لعلاقاتها مع طهران دعما للموقف السعودي، حيث تعتقد وهو فكر مؤدلج وجامد في عقول الإعلاميين الإيرانيين، أن دولة الإمارات وباقي الدول مثل إيران ليس هناك من استقلال رياضي ولا قضائي ولا إعلامي، من أجل ذلك يتم ربط كل مسألة وإرجاعها إلى سلطة انفرادية واحدة تسيطر على كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية …

ويهدف الإعلام الإيراني الذي يسيطر عليه الحرس الثوري والأجهزة الأمنية من استغلال هكذا أمور والعبث بها وتحريفها ونشر هكذا اتهامات إلى بث روح الكراهية في الشعوب الإيرانية تجاه الدول العربية، وخاصة التي ترفض المشروع الإيراني وتدافع عن شعوب المنطقة ضد هذا السرطان القاتل، ويسعى الإعلام الإيراني إلى خلق صورة تتضمن معاداة بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات لإيران شعبا وحكومة ما يستلزم الالتفاف حول النظام وترسيخ العداء اتجاه هذه الدول.

ويتواجد حاليا المنتخب الإيراني لكرة القدم في دولة الإمارات، وذلك للبدء بمعسكره التدريبي تمهيدا للتصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا، وكان من المقرر أن يواجه المنتخب الإيراني نظيره المغربي في يوم الجمعة 6 يناير، إلا ان اتحاد كرة القدم المغربي أعلن عن إلغاء هذا اللقاء في الوقت الذي لم يصدر فيه أي تصريح من قبل اتحاد كرة القدم الإيراني، كما أعلن اتحاد كرة القدم المغربي عن إيجاد بديل عن المنتخب الإيراني في أقرب وقت.

مركز المزماة للدراسات والبحوث